وسقطت ورقة أخرى من شجرة الفن الجميل

سقطت ورقة جديدة من شجرة الفن الجميل لتستحيل حياتنا جدباً على جدب.

رحلت الفنانة الجميلة ساحرة الصوت هدى سلطان التي طالما أمتعتنا بصوتها العذب الشجي وأدوارها المتنوعة.

رحلت الفنانة الكبيرة هدى سلطان بعد صراع طويل مع السرطان ..

وهدى سلطان فنانة من زمن الطرب الاصيل نجحت عند عشاق الاستماع إلى صوتها وصنعت نجاحا فنيا غير مسبوقا لمطربة كانت وقت ظهورها تعيش في عالم المطربين الكبار حيث اثبتت تواجدها الفني بينهم بألحان شرقية أصيلة. وهي صاحبة صوت جميل تخصصت في الاغنية الخفيفة واستغلت هذا اللون في اداء ادوار الدلال التي قابت بها في السينما كما استغلتها أيضا في ادوار الاغراء وادوار بنت البلد البريئة المغلوب علي امرها وكانت اكثر الفنانات تشكيلا في الادوار التي تقوم بها حيث ادوار المرأة الناجحة والعالمة. وكانت هدي سلطان من جيل المبدعات اللائي انتشرت في السينما في وقت واحد من هؤلاء نور الهدي وصباح وشادية وقد استطاع هذا الجيل أن يترك بصمة لاتزال تعيش وتسيطر علي عقول ومشاعر الجماهير في مصر والعالم العربي . ولدت الفنانه المطربه " هدى سلطان" فى احدى القرى المحيطه بمدينه طنطا عام 1931 ..اسمها الحقيقى " جملات عبد العال" و هى شقيقه الفنان و المطرب المحبوب " محمد فوزى" . ظهرت موهبتها فى الغناء و هى فى سن صغيره كما تزوجت و هى فى سن صغيره و جاءت مع زوجها إلى القاهره واجهت العديد من المتاعب فى بدايه حياتها مع اخيها لاحتراف الفن و خاصه انها طلقت من زوجها حتى اعتمدتها الاذاعه كمطربه . اكتشفها المنتج السينمائى " جبرائيل تلحمى" فى ستوديو نحاس.. لتبدا رحلتها المديده مع الفن و التى جعلت منها اشهر نجمات السينما العربيه تمثيلا و غناء خاصه بعد قيامها بعده افلام ناجحه منها على سبيل المثال " امراه فى الطريق" و " سواق نص الليل " عام 1958 .. و "الاختيار" عام 1971 و " شىء فى صدرى " و " السكريه" 1973 " وداعا بونابارت" 1985 و اخيرا " امراه ايله للسقوط"عام 1992 . "وكان صوتها في الغناء متميزا عن الاخريات من مطربات عصرها فقد كان صوتها خليطا من أحداث مطربات شارع محمد علي حيث والانوثة الي جانب الصوت المودرن في الغناء. وقد استغل حسن الامام ذلك في الاغاني التي قدمتها في حكم اليدي وعلي سبيل المثال اغنية اسقني الكاس واملاه تاني وقلبي انشبك بك واستغل حسن الامام وجه هدي سلطان البرئ والمريح في الدور الذي أسنده لها في فيلم حكم القوي وقد استطاعت أن تؤدي الادور باتقان شديد وبتلقائية شديدة مما جذب الانظار اليها رغم أنها لم تدرس التمثيل ولا الغناء ولكنها حيويتهات وبراءة التعبير وجدنا قد لا لدي الجماهير سواء في مصر والعالم العربي. وهذا ماجعل هدي سلطان تدخل حالة الانتشار بداء من عام 1952 اي بعد عام واحد فقط من القيام ببطولة حكم القوي حيث تعاقدت في هذا العام علي بطولة ثلاثة أفلام دفعة واحدة . ثم التقت مع الفنان " فريد شوقى" فى بعض الافلام ثم تزوجته ليكونا معا ثنائيا ناجحا اشتهرت من خلاله بادوار الاغراء احيانا و الوطنيه احيانا اخرى حتى انفصلت عنه فى منتصف الستينات ثم " تزوجت من المخرج " حسن عبد السلام" . و لمعت مؤخرا الفنانه الكبيره فى عده مسلسلات تليفزيونيه ناجحه اهمها " ارابيسك" و " وداعا يا ربيع العمر" و اخيرا " زيزينيا" .. ومن مسرحياتها نذكر " وداد الغازيه" و " الملاك الازرق" و " اه من حلاوتها" . ولكن هدى سلطان توقفت عن الغناء الان باستثناء اشتراكها في تقديم بعض الأغاني الوطنية أو الدينية في مناسبات خاصة.ومن اشهر اغانيها : تاكسى الغرام ، لاموني ، من بحري وبنحبوه ، يا ضربين الودع ، القدس هترجع لنا.

رحم الله الفنانة الكبيرة واسكنها فسيح جناته والهم آلها ومحبيها الصبر والسلون وإنا لله وإنا إليه راجعون.